في إطار منهاج الجيل الثاني الذي يهدف إلى تطوير المهارات الأساسية للتلاميذ، يأتي درس كتابة الأعداد بالحروف والأرقام كحجر أساس في رحلة تعلم الرياضيات للسنة الثالثة ابتدائي. يعد هذا الدرس من الدروس المحورية التي تساهم في بناء الفهم العددي لدى التلاميذ، حيث يمثل الجسر الذي يربط بين العالم الملموس للأشياء والعالم المجرد للأرقام والرموز الرياضية.
يعمل هذا الدرس على تعزيز الترابط بين التمثيل العددي المختلف، إذ يتعلم التلاميذ كيف يعبرون عن القيمة العددية نفسها بطريقتين متكاملتين: كتابة الأرقام التي تمثل لغة الرياضيات العالمية، وكتابة الحروف التي تمثل اللغة العربية الأم. هذا الترابط يوسع من مدارك التلميذ وينمي لديه المرونة في التفكير الرياضي، كما يرسخ مفهوم العدد في ذهنه أو التمثيلات المتعددة.
تكتسب هذه المهارة أهمية خاصة في الحياة اليومية للتلاميذ، حيث يواجهون الحاجة إلى قراءة وكتابة الأعداد في سياقات حقيقية متنوعة، بدءًا من قراءة أرقام الصفحات في الكتب، وكتابة أعمارهم، ووصولاً إلى فهم الأرقام الموجودة على العملات النقدية وأسعار المواد. من خلال إتقان كتابة الأعداد بالحروف والأرقام، يبني التلاميذ ثقتهم بأنفسهم ويصبحون أكثر قدرة على التفاعل مع العالم من حولهم بلغة رياضية سليمة.
يهدف هذا الدرس ليس فقط إلى الحفظ الآلي، بل إلى الفهم العميق أو قيمة المنزلة، حيث يبدأ التلاميذ في إدراك أن موقع الرقم في العدد هو الذي يحدد قيمته، سواء كان يمثل الآحاد أو العشرات أو المئات. هذا الفهم المبكر يعد قاعدة صلبة لاستيعاب عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة في المستقبل.
يعتمد تدريس هذا الدرس على أنشطة تفاعلية وتطبيقات عملية تلامس بيئة التلميذ وتثير فضوله، مما يجعل عملية التعلم ممتعة وهادفة في آن واحد، ويسهم في بناء قاعدة رياضية متينة تنمو مع التلميذ طوال رحلته التعليمية.