في عالم تعليم الرياضيات للسنة الرابعة ابتدائي المكيف مع منهاج الجيل الثاني، يبرز التقويم التشخيصي كأداة تربوية فائقة الأهمية، بوابة عبور حقيقية نحو فهم معمق لمسار التعلم، حيث لم يعد مجرد أداة لقياس المكتسبات بل تحول إلى خريطة طريق استباقية ترسم ملامح الرحلة التعليمية القادمة، إنه ذلك النافذة التربوية الشفافة التي تمنح المعلم نظرة ثاقبة على المنظومة المعرفية للطفل، فيكشف بسلاسة عن مواطن القوة والضعف، ليس بهدف التصنيف أو الحكم، بل من أجل البناء والتطوير، إنه البوصلة التربوية التي ترشد المدرس نحو أفضل السبل لصياغة تجربة تعليمية شخصية تناسب كل متعلم على حدة، في إطار هذا النسق التربوي المتكامل، يصبح التشخيص عملية حيوية تفاعلية تضع التلميذ في قلب العملية التعليمية، مما يجعله شريكا فاعلا في بناء معارفه الرياضية، من خلال تحديد الدعامات الأساسية التي يحتاجها لاكتساب الكفاءات المستهدفة في مادة الرياضيات، إنه الاستثمار الأمثل في بداية العام الدراسي، حيث يتحول من مجرد تقويم إلى فلسفة تربوية شاملة تهدف إلى تأسيس بنية تحتية رياضية متينة، تمكن الناشئ من اجتياز مساره التعليمي بثقة واقتدار، وتضمن عدم تراكم الفجوات التعليمية التي قد تعيق تقدمه في المستقبل.