انطلاقاً من رغبة وزارة التربية الوطنية في تطوير المنظومة التعليمية، يأتي منهج الجيل الثاني ليسطر معالم مرحلة تعليمية جديدة تضع المتعلم في صلب العملية التربوية، وتمثل الوحدة الأولى في مادة الفرنسية للسنة الرابعة ابتدائي اللبنة الأساسية التي يُبنى عليها المسار التعليمي للطفل طوال السنة، فهذه الوحدة التأسيسية مصممة بعناية فائقة لتعزيز كفاءات التلميذ اللغوية واستعداده النفسي والمعرفي لاكتشاف لغة جديدة بكل ثقة وطلاقة، حيث تهدف إلى تمكينه من اكتساب أبجديات التواصل باللغة الفرنسية في قالب ممتع وهادف يتناسب مع مرحلته العمرية وقدراته الإدراكية.
تعمل الوحدة على بناء جسر متين بين عالم الطفل باللغة الأم وعالم اللغة الفرنسية، من خلال تقديم مفردات وعبارات بسيطة تعكس محيطه المباشر كالأسرة، الأصدقاء، المدرسة، والبيت، مما يخلق بيئة تعلم مألوفة وآمنة تشجعه على التعبير دون خوف، كما تدمج الوحدة بين تعلم اللغة وتنمية المهارات الحياتية والاجتماعية كالتعاون واحترام الآخر والعمل الجماعي، مما يجعل من درس اللغة الفرنسية ليس مجرد حصة لتعلم قواعد ومفردات جديدة، بل مساحة حقيقية للنمو الشامل واكتشاف الذات والعالم.
تم تصميم أنشطة الوحدة الأولى لتثير فضول التلميذ وتحفز خياله عبر استخدام وسائل بصرية وسمعية جذابة كالصور، الأغاني، القصص المصورة، والألعاب التعليمية التفاعلية، والتي تساهم جميعها في ترسيخ المعرفة وتجعل عملية التعلم تجربة حية وممتعة تبقى راسخة في ذاكرته، كما تركز الوحدة على تطوير المهارات اللغوية الأساسية الأربع بشكل متوازن: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة، مع إعطاء أولية خاصة للاستماع والتحدث في هذه المرحلة التأسيسية لبناء ثقته في نطق الأصوات والكلمات الجديدة بشكل سليم.
من خلال هذا المدخل الشيق، تُعد الوحدة الأولى تلميذ السنة الرابعة ابتدائي لاكتساب أدوات التواصل الأساسية التي تفتح له نافذة على ثقافة أخرى وتوسع مداركه، وتهيئه للمراحل اللاحقة الأكثر تعقيداً، حيث تضع بين يديه المفاتيح الأولى لفتح باب التعددية اللغوية والانفتاح على العالم، مما يجعلها ليست مجرد وحدة دراسية عابرة، بل محطة انطلاق نحو إتقان لغة حية بكل ما تحمله من فرص للمستقبل