JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

مناهج الجيل الثاني التربوية الجزائرية

إن المنهاج التعليمي هو أحد الأدوات الأساسية في تشكيل الوعي وبث الأفكارالتي يتوسم فيها خدمة المصالح القومية العليا وتبصير الشباب بما يدور حولهم من قضايا داخلية وخارجية والعمل على خلق مواطن صالح. فهو بذلك يعكس نوع النظام التربوي الذي يطمح إليه المجتمع، فهو أداة من أدوات الدولة لتحقيق الأهداف التربوية المبتغاة في المجتمع و، ولذلك تقوم الدولة بوضع الخطوط العريضة للأهداف التي يجب على المنهاج التعليمي تحقيقها وتترك بعد ذلك الجهات المسئولة عن التعليم حرية اختيار أسلوب العمل اللازم في تنفيذ هذا المنهاج وعلى هذا الأساس تضطر تلك الجهات في كل فترة إلى إحداث تعديلات وتغيرات في المناهج تلائم التغيرات التي تحدث في المجتمع لتصل بالمتعلمين إلى الغرض الذي ينشده المجتمع، وتضع تلك الجهات نصب عينيها أن يكون التعديل والتغير في كيفية المحتوى التعليمي تعديلا شاملا يتماش ى مع السياسة العامة الجديدة للمجتمع، وهذا يتطلب تغييرا في المناهج من حيث المضمون والمحتوى 

دواعي تبني مناهج الجيل الثاني

من المعلوم أن المناهج الدراسية تخضع دوريا إلى الإصلا و التعديل بسبب:

  •  الضبط و التصحيح الظرفي الذي يعتبر أمرا عاديا في تسيير المناهج
  •  التحيين المفروض بسبب التقدم العلمي و التكنولوجي .
  •  التجدد و التوسع في المعارف.
  •  بروز حاجات جديدة في المجتمع.
  •  تداعيات العولمة تقتصادية. 

مبادئ مناهج الجيل الثاني

بنيت هذه الإصلاحات يوما على ضرورة استعادة المتعلم بمكانته في العملية التعليمية التعلمية وكذا ضرورة تغيير النموذج البيداغوجي الذي تبنى فيه المعارف على الحفظ و الاسترجاع للمعلومات إلى نموذج قائم على قدرات المتعلم وكفاءاته وتوظيف عقله الناقد وكذا تحضير المتعلم إلى التنمية المستمرة لكفاءاته بتعليمه كيف يتعلم ويتكيف ويتصرف بكل استقلاليته في مختلف وضعيات الحياة اليومية .

ولم يعد الاهتمام منصبا على المعرفة، بل على التنمية الشاملة للمتعلم، فالتفتح المعرفي وتنمية الجوانب النفس حركية والاجتماعية للمتعلم يتكفل بها من خلال تجارب الحياة التي يتعرض لها تحت مسؤولية المؤسسة التربوية وذلك بتوجيه مسيرته في إطار ديناميكي لتكوينه وبناء شخصيته وكفاءاته، أما نجاح مسار التكوين فيقاس بالكفاءات التي استطاع المتعلم اكتسابها فعليـا عـنـدما يواجه وضعية مشكلة.

يتكون المنهاج من مجموعة عناصر أهمها :

 الأهداف التربوية : التي يسعى لتحقيقها من خلال البرنامج، وتتكون من أهداف عامة وسلوكية ( الإجرائية) .

 المحتوى : ويقصد به مجموعة المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم المراد إكسابها للمتعلمين .

انشطة التعليم والتعلم: سواء كانت داخل غرفة الصف أو خارجها و ذلك لتحقيق الأهداف التعليمية للمنهاج، حيث يتفاعل المتعلم مع أنماط السلوك المرغوبة .

 التقويم : الذي يهدف إلى معرفة مدى تحقيق الأهداف التربوية ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 2011، ص ص 80.81) لذلك يبقى المنهاج أعم وأشمل من البرنامج الذي يختصر في مجموعة الموضوعات الدراسية المقررة لفئة معينة من الطلاب في مدة زمنية محددة .

و الجدول التالي يوضح العلاقة التبادلية بين مختلف عناصر المنهاج :

إن مناهج الجيل الثاني كغيرها من المناهج تعتمد على مجموعة من الأسس: فلسفية، اجتماعية نفسية ومعرفية تم تبنيها بعد صدور قرارات أهمها القانون التوجيهي للتربية 2008 وثيقة المرجعية العامة للمناهج الدليل المنهجي لإعداد المناهج وكذا خلاصة الاستشارة الوطنية حول التقييم المرحلي للتعليم الإلزامي 2013 وقد اعتمدت مناهج الجيل الثاني على مجموعة من الجوانب أهمها الجانب القيمي والأخلاقي المتعلق بمختلف القيم الهوية الوطنية المواطنة الأخلاقية العالمية... وكذا الجانب الابستمولوجي المتعلق بتكوين المفاهيم وتحولها وكذا الجانب البيداغوجي المتعلق بتطبيق المقاربة بالكفاءات تهدف هذه المناهج إلى سد الثغرات الموجودة في المناهج السابقة وتطبيق الضوابط المحددة في القانون التوجيهي والمرجعية العامة للمناهج والدليل المنهجي لإعادة المناهج .

إن لهذه المناهج مصطلحاتها ومفاهيمها الخاصة بها منها ما يتعلق بالكفاءات ( بكل تفاصيلها وأنواعها ومنها ما يتعلق بالمتعلم ملامح التخرج ومنها ما يتعلق بالعملية التعليمية التعلمية (الوضعيات). كما أنها تعزز المقاربة بالكفاءات وما ينبني عليها من طرائق التدريس وعملية التقويم .لا شك أن المتصفح لهذه المناهج يجد ارتكازها الجيد والمنبثق من مجموعة القيم الوطنية والعالمية وهي بذلك تسعى إلى بناء شخصية متوازنة تجد مكانها في عالم متغير، غير أن الإشكال في المناهج عادة ما يكون في التطبيق على أرض الواقع نظرا لعدم التهيئة والاستعداد الجيد لها قبل تطبيقها على الأقل فيما يتعلق بالمعلم والمتعلم على اعتبار أن المتعلم هو المستهدف ومحور العملية التعلمية والمعلم هو الموجه والدليل لتطبيق هذه المناهج مما يحتاج الى البحث والتقصي بصفة معمقة.

NameE-MailNachricht