في إطار منهاج الجيل الثاني، تم تصميم مادة التربية العلمية والتكنولوجية لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي كجسر معرفي يربط بين عالمهم الصغير والكون الواسع من حولهم. تهدف هذه المادة إلى تنمية الحس الاستكشافي والتفكير العلمي المنظم لدى الناشئة، حيث تتحول الفضوليات الطبيعية للأطفال إلى مسارات منهجية للتعلم والاكتشاف.
يدرس التلاميذ في هذا المحور الكائنات الحية بأنواعها المختلفة، بدءًا من الإنسان والحيوان وصولاً إلى النباتات. يتعرفون على خصائص الكائنات الحية ودورات حياتها الأساسية، وعلاقات التغذية بينها، مما يعزز الوعي البيئي المبكر واحترام الطبيعة في هذا المحور، يبدأ التلاميذ بالتعرف على المواد من حولهم وخواصها، وتحولاتها بين الحالات الصلبة والسائلة والغازية. كما يتعرفون على مفاهيم القوة والحركة والطاقة بأشكالها المختلفة، مما يبني أساساً لفهم الظواهر الفيزيائية كما تمثل التكنولوجيا الجانب التطبيقي للمعرفة العلمية، حيث يتعرف التلاميذ على الأدوات والتقنيات البسيطة، ومبادئ الأمان في استخدامها. كما يتعلمون أساسيات البرمجة البصرية والروبوتات التعليمية المناسبة لأعمارهم، مما يعزز التفكير الحاسوبي والإبداع التقني.
يعتمد منهاج الجيل الثاني على مقاربة بالكفاءات، حيث ينتقل التلميذ من متلقي سلبي للمعلومة إلى باحث نشط عن المعرفة. من خلال الأنشطة التجريبية والمشاريع البسيطة، يطور التلاميذ مهارات الملاحظة والتصنيف والقياس والاستنتاج، مما يعزز استقلاليتهم الفكرية وقدرتهم على حل المشكلات و تمثل التربية العلمية والتكنولوجية للسنة الثالثة ابتدائي ركيزة أساسية في بناء شخصية التلميذ العلمية، حيث تزرع فيه بذور التفكير المنطقي والتحليل العلمي، وتؤهله لمواجهة تحديات العصر التكنولوجي بثقة وإبداع. من خلال الدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، تصبح الدروس العلمية رحلات استكشافية مشوقة تثري فضول التلاميذ وتوسع آفاقهم المعرفية.