في إطار المسيرة التطويرية المستمرة لمنظومة التربية والتعليم، يبرز مخطط أكتوبر لبناء التعلمات للسنة الثالثة 2025 - الجيل الثاني كمنعطف تاريخي في مسيرة الإصلاح التربوي، ممثلاً نقلة نوعية في آليات بناء المناهج واستراتيجيات التدريس. يأتي هذا المخطط التربوي المتكامل ثمرةً لتجسيد توجيهات وزارة التربية الوطنية الرامية إلى تجسيد مدرسة الجودة والابتكار، مستنداً إلى مرتكزات pédagogiques رصينة وتقييم دقيق للحصيلة التربوية للجيل الأول من الإصلاحات.
يمثل مخطط أكتوبر 2025 تتويجاً لعملية تشخيصية شاملة استهدفت تقييم المكتسبات وتحديد مواطن القوة والضعف في المنظومة التربوية الحالية، مع التركيز بشكل خاص على تطوير الكفاءات الأساسية للمتعلمين في المراحل التعليمية المبكرة. فبعد تحليل نتائج التقويمات الوطنية والدولية، وتفاعلاً مع مستجدات العصر الرقمي ومتطلبات سوق العمل المستقبلية، انبثقت الحاجة إلى صياغة رؤية تربوية متكاملة تستجيب للتحديات المعاصرة.
يتميز مخطط أكتوبر للسنة الثالثة 2025 - الجيل الثاني بمقاربته الشمولية التي تجمع بين التطوير البيداغوجي والارتقاء بالبيئة المدرسية وتعزيز قدرات الأطر التربوية. فهو لا يقتصر على مراجعة المحتويات التعليمية فحسب، بل يتعداه إلى تحديث طرق التدريس والتقويم، مع التركيز على التعلم النشط القائم على المشاريع والمهارات الحياتية، مما يضمن الانتقال من ثقافة التلقين إلى ثقافة الإبداع والابتكار.
من الناحية الهيكلية، يرتكز المخطط على محاور استراتيجية متعددة، أبرزها تعزيز التعلمات الأساسية في اللغة العربية والرياضيات واللغات الأجنبية، مع إدماج مبادئ التربية على القيم والمواطنة والتنمية المستدامة. كما يولي أهمية بالغة للرقمنة التربوية من خلال إدماج التقنيات الحديثة في العملية التعليمية، مما يسهم في تهيئة المتعلمين للانخراط في مجتمع المعرفة.
يستند مخطط أكتوبر 2025 إلى رؤية استشرافية تهدف إلى تكوين متعلم قادر على التفكير النقدي، متمكن من الكفاءات العابرة للتخصصات، مزود بأدوات التعلم الذاتي مدى الحياة. وهذا يتجسد في تصميم situations d'apprentissage تدمج بين المعارف والمهارات والقيم، مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وتنمية مواهبهم في إطار تربوي شامل.
في الختام، يمثل مخطط أكتوبر لبناء التعلمات للسنة الثالثة 2025 - الجيل الثاني نقلة نوعية في مسيرة تطوير التعليم الأساسي، يجسد إرادة وطنية صادقة لبناء مدرسة المستقبل، مدرسة الجودة والإنصاف والارتقاء، التي تُعد الناشئة للتكيف مع متغيرات العصر والمساهمة الفاعلة في بناء مجتمع المعرفة والابتكار.